العدالة المظلمة: الإدانة الخاطئة لستيف تيتوس


قضية-اغتصاب-فتاة-قاصر


التحقيق مع الضحية

تاريخ 12 أكتوبر من العام 1980 رئيس شرطة ميناء سياتل نيل مولوني يتلقى اتصال هاتفي، كانت الساعة 7:22 المتصل مواطن يدعى بول لستون، ببلع لستون عن حادثة اغتصاب وقعت جنوب المطار، رئيس الشرطة بيعت ديان لا ثروب وهي محقق من شرطة ميناء سياتل، كي تتعامل مع الضحية بما يتناسب مع الحدث.

ضحية الاغتصاب، نانسي فان روبر، 17 سنة، وهي فتاة تجلس في منزل نجار متقاعد اسمه لستون، تصل المحققة ديان لا ثروب مع عنصر مرافق، تقف نانسي من مكانها خائفة ترتجف، لكن ملابسها بدت سليمة ولم تكن هناك أي علامات تشير إلى اعتداء، بعد اخذ بيانات الضحية، تبدأ ديان لاثروب بالتحقيق وتسأل نانسي عن آخر مكان كانت فيه قبل الاعتداء، تجيب نانسي انها كانت في المقهى حيث تعمل مع صديقتها ديان بوتس، تطلب المحققة ديان بشرح ما حصل.

قالت الضحية للشرطة أنها كانت تمشي على الطريق السريع الجنوبي حيث ركبت سيارة المغتصب الذي كان مصر على ايصالها، رفضت نانسي الصعود ولكن بعد إصرار الرجل صعدت سيارة المغتصب وكانت الساعة 6:45 دقيقة، تتابع نانسي وتقول التف المغتصب ودخل في ممر ترابي ضيق ثم سحب الة حادة ملفوفة بقطعة قماش، المغتصب قال للضحية أنه يحمل سكينًا وأمرها بخلع ملابسها، لكن الضحية قالت بإن السلاح الذي هددها فيه كان عبارة عن مفك براغي، أو هذا ما شعرت به، تابعت نانسي بأنه قام بالاعتداء عليها، داخل السيارة، قالت نانسي، كان في ملف لونه بني على المقعد الخلفي، وكانت مقاعد السيارة من المخمل، وكان يوجد قلادة او ربطة معلقة على مراءة الرؤية الخلفية، من بعد ان اعتدى عليها، طلب المغتصب من نانسي اخذ حقيبتيها ومعطفيها والخروج من السيارة وانتظاره حتى يرحل، ترجلت نانسي من السيارة وانتظر منه حتى يرحل، اثناء مغادرة السيارة شاهدت نانسي بطاقة ترخيص مؤقتة للسيارة على ملصقة على الزجاج الخلفي، وأرقام لوحة السيارة كانت تبدأ بـ 667 أو 776، وصفت نانسي السيارة على انها موديل الثمانين ولونها أزرق

موقع الاغتصاب، عبارة عن مسار ترابي مسدود غطته الأعشاب الضارة، مع حلول الليل يتحول المسار إلى اللون الأسود القاتم عدا جهة الشمال تكون الرؤية أوضح بسبب الأضواء المنبعثة من المطار. ركضت الضحية شمالا باتجاه الضوء الى نهاية الطريق حتى وصلت إلى منحدر تل، أسفل المنحدر، وجدت عدة منعطفات بدأت ناسي الركض إلى ان وجدت منزل بول لستون، وهو نجار متقاعد.

وصفت نانسي المغتصب على انه شخص عمره بحدود الثلاثين، طوله متر وثمانين سنتم تقريبا بلحية طويلة وشعر متوسط الطول لونه بني، يلبس بدلة من ثلاث قطع بلون الكريم،

التحقيق في موقع الجريمة


قادت الضحية الشرطة إلى مسرح الجريمة، وقالت الضابط ديان لا ثروب في تقريرها إن الضحية "أشارت بالضبط إلى المكان الذي توقفت فيه سيارة المعتدي، وكتبت ديان لاثروب بتقرير الشرطة انه كان موجود مسارات جديدة لإطارات سيارة لأن الأرضية كانت موحلة، خلصت تقارير الشرطة إلى الثقة في أن آثار الإطارات التي كانت في مكان الحادث كانت تابعة لسيارة المهاجم، نقلت لا ثروب نانسي إلى المستشفى لإجراء الفحوصات وتم استخراج من معطف نانسي شعر شارب تابع للمغتصب وكان لون الشعر احمر مائل إلى البني.

المشتبه به الرئيسي

تم استدعاء المحقق رونالد باركر لإجراء بحث عن الأدلة في مكان الحادث. عاين المحقق باركر مسرح الحادثة ثم ذهب وبدأ بالتحقيق مع أخر شخص رأى الضحية، ديان بوتس صديقة نانسي اخبرت المحقق بأن نانسي تركتها في المقهى تقريباً عند الساعة 7 مساءً ليلة الاغتصاب. وهذ الوقت متضارب مع اقوال نانسي التي قالت بأنها ركبت سيارة المغتصب عند الساعة 6:45.

بناءً على النظرية القائلة بأن المغتصب كان على دراية كافية بالمنطقة او يعيش في مكان قريب، بدأ باركر وضابط اسمه سكوت بيرسون في دوريات وتفقد مواقف السيارات الخاصة بالمطاعم والمقاهي والحانات، على طول طريق باسيفيك السريع الجنوبي، بحثًا عن موصفات السيارة التي قدمتها الضحية للشرطة، وجد المحقق باركر سيارة شيفت زرقاء اللون عند الساعة 1:20 صباحًا كانت متوقفة خارج أحد المطاعم،

الضحية قالت اثناء التحقيق بأنها رأت "قلادة أو أربطة" تتدلى من مرآة الرؤية الخلفية، اقترب المحقق باركر من سيارة تيتوس وجد معطر جو مزين مربوك في مرآة الرؤية الخلفية لسيارة تيتوس، اقترب المحقق على الزجاج وشاهد رخصة ترخيص مؤقته على الزجاج الخلفي، وعندما شاهد ارقام لوحة السيارة، الأرقام الموجودة على لوحة ترخيص تيتوس المؤقتة كانت (661 677)، الأرقام التي قدمتها الضحية للمحققين 667 او 776، ذهب باركر إلى سيارة الشرطة وطلب المساندة.

كانت شرطة الميناء تنتظر بعيدًا عن الأنظار عندما خرج تيتوس وخطيبته من المطعم كان تيتوس متجهًا على طريق المحيط الهادئ السريع جنوبًا، متجهًا إلى منزلة في كينت، حينها تم تشغيل الأضواء الساطعة من سيارات الشرطة، توقف تيتوس على اليمين، قال المحقق باركر لتيتوس بأن اوصافه تتطابق مع اوصاف مشتبه به قام باغتصاب فتاة، كان تيتوس متعاون ووافق على أن يقوم المحقق بالبحث عن أدلة في سيارته،

لم يتم العثور على سلاح مطابق لما وصفته الضحية (مفك براغي) في سيارة تيتوس، ومع ذلك، كتب سكوت بيرسون، في تقريره وقال إن ما رآه في السيارة: "شارة معطر تتدلى من مرآة الرؤية الخلفية، قلم موضوع بجيب المقعد الامامي، سيجارتان غير مستخدمتين جنب كرسي الراكب، سيارة الشيفت (المدمجة) موديل 1981 التابعة لستيف تيتوس، تشبه السيارة (المدمجة) التي وصفتها الضحية التي تعرضت للاغتصاب. بناءً على طلب المحقق باركر، التقط ضابط الدورية سكوت بيرسون صوراً لسيارة تيتوس، بما في ذلك صور الإطارات،

طلب المحقق باركر تصوير تيتوس كي تتعرف الضحية ما ان كان هو المشتبه به ام لا، وافق تيتوس على ذلك، تُظهر الصور الأمامية التي التقطت لتيتوس تلك الليلة على أنه كان يبتسم، طلب تيتوس مازحًا عما إذا كان بإمكان الشرطة التقاط صوره له ولخطيبته معًا. بعد انتهاء التحقيق غادر تيتوس المكان برفقة خطيبته.

بناء على وصف الضحية للمغتصب، قام المحقق باركر بمراجعة ملفات المشتبه بهم الخاصة في قسم الشرطة وقام بتجميع صور لست رجال ملتحين، في مونتاج الصور الذي جمعه المحقق باركر، كان يوجد لكل متهم صورتين صورة جانبية وصور من الأمام، صورة تيتوس كانت مختلفة، كانت صورة تيتوس صورة أمامية أصغر حجم وكان مبتسم، ومع ذلك عندما راجعت الضحية الصور، سحبت صورة تيتوس من بين كل الصور. وقالت على الأغلب انه الفاعل.


Titus-smile
ستيف تيتوس

اعتقال ستيف تيتوس

كانت سيارة الشيفت الزرقاء التابعة لتيتوس مملوكة من شركة للمأكولات البحرية، وصلت الشرطة إلى مكتب تيتوس في مكان عمله وألقت شرطة الميناء القبض عليه واقتيد مكبل اليدين، بتاريخ 14 أكتوبر من العام 1980 أي بعد يومين من واقعة الاعتداء.

كما صادرت الشرطة سيارة تيتوس، تم تحويل القضية إلى النيابة العامة، يستلم نائب المدعي العام كريستوفر واشنطن قضية تيتوس بالتعاون مع المحقق باركر، يأمر نائب المدعي العام كريستوفر واشنطن بفحص دقيق لسيارة تيتوس، شاهدت نانسي سيارة ستيف تيتوس وتعرفت عليها وأكدت بأنها سيارة المعتدي.

يم استدعاء المختصين من مختبر الجريمة الحكومي، رفع مختبر الجريمة 18 بصمة من سيارة تيتوس، قطعت الشرطة أيضًا جزء من تنجيد مقاعد السيارة على أمل العثور على البقع المنوية، وجد المحققين عدة عينات من الشعر في السيارة، وجدو ايضًا عدة عينات من الياف الملابس. وهدفهم إيجاد دليل قاطع ان الضحية ركبت سيارة تيتوس،
التحقيق مع ستيف تيتوس

تيتوس جالس في غرفة دون حضور محامٍ، أعطى تيتوس طواعية المحقق باركر إفادة يشرح فيها مكان تواجده لحظة وقوع الاغتصاب، قال تيتوس في التحقيق انه بعد ظهر يوم الأحد 12 أكتوبر ليلة وقوع الاغتصاب كان في منزل والديه، أضاف تيتوس على انه غادر منزل والديه عند الساعة 6:10 مساءً متوجهاً إلى شقته في كينت، لي بتبعد مسافة عشرين دقيقة، وقال انه وصل إلى المنزل عند الساعة 6:30 تقريباً، تابع تيتوس انه كان ينتظر صديقة الذي وصل السابعة 6 و 55 دقيقيه، وأضاف تيتوس بأنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة مع خطيبته وصديقه شايفر شاهد على ما يقوله، وتابع تيتوس انه بقى مع صديقه في منزله من الساعة 7:00 حتى الساعة 9:20 ثم خرج من المنزل وذهب لملاقاة خطيبته،

يطلب المحقق باركر استدعاء صديق تيتوس كورت شايفر للإدلاء بإفادته. يصل صديق تيتوس إلى مركز الشرطة ويقدم افادة مطابقة لما قاله تيتوس، أكدت خطيبة تيتوس بأن خطيبها اتصل فيها عند الساعة 7:00،

بما ان تيتوس كان في منزله عند الساعة السابعة ومنزل تيتوس يبعد عشرين دقيقة عن موقع حادثة الاغتصاب، يعني انه بحال كان تيتوس المغتصب كان عليه مغادرة موقع الجريمة عن الساعة 6:40 ليصل إلى منزله عند الساعة السابعة ويجري المكالمة، ولكن ضحية الاغتصاب قالت في ا لتحقيق انها صعدت سيارة المغتصب عند الساعة 6:45 مما يعني انه من المستحيل ان يتواجد تيتوس في موقع الاغتصاب

المدعي العام واشطنن قال، انه الضحية ممكن انها تكون مشوشة وأعطت توقيت خاطئ بسبب الصدمة،

تمت مراجعة الأدلة ضد ستيف تيتوس من قبل وحدة الادعاء الخاصة في مكتب المدعي العام، كل الأدلة تشير إلى متهم واحد وهو ستيف تيتوس، يعني الجريمة لابسته لبس، والضحية تعرفت عليه وعلى سيارته، ولكن هناك تضارب بعامل الوقت، عرض مكتب المدعي العام صفقة على تيتوس، وهي انه إذا اجتاز تيتوس اختبار جهاز كشف الكذب، فسيتم إسقاط التهمة عنه، وإذا فشل في اختبار جهاز كشف الكذب، فسيتم عرضه على المحكمة الأولية،

عاقد العزم على إثبات أنه كان يقول الحقيقة، خضع تيتوس طواعية لاختبار كشف الكذب، ولكن تيتوس أخفق، ولم يتجاوز الاختبار، تم اعتقال تيتوس واستدعاء المحامي توماس هيلير لمتابعة القضية
المحكمة الأولية: جريمة اغتصاب فتاة قاصر

بعد الفشل باختبار كشف الكذب تم تحويل تيتوس إلى المحكمة الأولية الحكم بالقضية بحد أدنى ثلاث سنوات من السجن وقد يصل لمدة 20 عام

التقرير الجنائي في ولاية غرب واشنطن قد قرر أن آثار الإطارات التي تم العثور عليها في موقع الاغتصاب ليست متطابقة مع سيارة تيتوس، بعد ظهور هذا الدليل طلب المحامي هيلير في المحكمة الأولية محاكمة تيتوس وهو طليق نظرًا لان كل أدلة الادعاء عبارة عن ادلة ظرفية، وافقت المحكمة على طلب المحامي وتم تأجيل المحاكمة إلى 25 شباط أي بعد أعياد الميلاد ورأس السنة وبعد أربع أشهر من جريمة الاغتصاب.
الخطوات التي قام بها تيتوس في الأشهر الأربعة

راقب تيتوس الطريق السريع يومياً للبحث عن سيارة زرقاء لشخص ملتحي مع رخصة مؤقتة على الزجاج الخلفي، للوصل للمغتصب، الرخصة المؤقتة على الزجاج الخلفي تعني ان السيارة تم شرائها حديثاً وتم وضع رخصة مؤقتة إلى حين تسجيل السيارة، وجد تيتوس سيارة متطابقة وتبعها إلى شارع في حي سكني، كتب رقم الترخيص الخاص بالسيار، ثم عاد إلى منزله، علم تيتوس من محاميه هيلير لاحقًا أن صاحب السيارة ليس المغتصب لأن السيارة تم شراؤها بعد الجريمة.

يأخذ تيتوس كل مدخرات عائلته ويصرفها في هذه القضية. تقاضى محاميه مبلغ 5000 دولار وأتعاب محامي الاستئناف ضعف ذلك المبلغ، يتطلب سند الكفالة مبلغ 2500 دولار نقدًا، عين تيتوس محقق خاص بمبلغ 1200 دولار ولم يكشف المحقق عن شيء جديد في القضية، مع ان مدير تيتوس أكد انه بريء ولكنه قام بفصل تيتوس من العمل، لأنه يتغيب بسبب القضية، ذهب تيتوس إلى إدارة المركبات الآلية وحصل على ملف المبيعات السنوي الخاص بوكالات السيارات، ودفع لموظف مكتب لمواصلة البحث في الملفات وكان على الموظف البحث عند 24 تاجرًا الأمر الذي سوف يأخذ وقت طويل جداً، قام تيتوس والمحامي هيلر تجميع قائمة من التناقضات لعرضها على المحكمة في اليوم التالي.


جلسات المحكمة المتتالية

بدأت محاكمة تيتوس في 25 فبراير 1981 في قاعة محكمة القاضي تشارلز جونسون،

لوحة السيارة:

لعبت أرقام لوحة سيارة تيتوس دورًا مهمًا في المحاكمة، حيث حاول الادعاء إظهار أن الأرقام الأولية التي شاهدتها الضحية على سيارة المغتصب وتلك الموجودة على سيارة تيتوس كانت قريبة جدًا من أن تكون مصادفة،

الأرقام الموجودة على لوحة ترخيص تيتوس المؤقتة كانت (661 677)

 الأرقام التي قدمتها الضحية للمحققين 667 او 776

التحقيق الجنائي:

رفعت شرطة الميناء 18 بصمة من سيارة تيتوس ولا بصمة كانت تابعة للضحية،

قطعت الشرطة أيضًا قسمًا من تنجيد الفينيل من المقاعد على أمل العثور على بقع سائل منوي، كانت فحوصات العينات سلبية أيضًا،

أظهر التحليل المجهري أن ألياف الشعر المأخوذة من داخل السيارة كانت مختلفة عن عيانات من شعر الضحية،

كما أن ألياف الملابس التي تم العثور عليها من سيارة تيتوس لم تتطابق مع ما كانت ترتديه الضحية ليلة الاغتصاب،

شهد أحد المختصين بأنه تم العثور على العديد من عينات شعر الشارب في سترة الضحية تابعة للمغتصب، قال الخبير إن شعر الشارب الموجود على السترة له بعض الخصائص المشابهة لتلك الموجودة في شعر تيتوس لكن اللون غير دقيق.

المتخصصين من مختبر الجريمة الحكومي أبلغوا هيئة المحلفين أنهم لم يعثروا على أي دليل على أن ضحية الاغتصاب كانت في سيارة تيتوس،

اثار الإطارات

في المحكمة الأولية اثبت الفحوصات بأن اثار الإطارات التي كانت مكان الحادث لا تتطابق مع سيارة ستيف تيتوس ومع ذلك غيرت الشرطة اقوالها وقال المحقق باركر لهيئة المحلفين، في المحكمة أن الأدلة التي صورها كانت خاطئة.

الغلاف البني


كانت الضحية قد أخبرت الضباط أنها شاهدت غلافًا بني على المقعد الخلفي لسيارة المغتصب، شهد المحقق باركر أمام هيئة المحلفين أنه رأى نفس الشيء بالضبط في سيارة تيتوس في الليلة التي تم فيها الاشتباه به فيها.

سلاح الجريمة

لم يتم العثور على سلاح مطابق لما وصفته الضحية (مفك براغي) في سيارة تيتوس، ومع ذلك، قال الادعاء أن قلمًا أسود اللون وجدته الشرطة في علبة باب المقعد الأمامي لجهة الراكب، برر الادعاء يمكن أن يكون القلم هو ما حمله المغتصب وهدد به الضحية.

 

دليل القضية

وضع محامي تيتوس في الأدلة فاتورة هاتف تظهر أنه تم إجراء مكالمة من شقة تيتوس إلى خطيبته في تاكوما في الساعة 7 مساءً ليلة الاغتصاب، والضحية قالت انها صعدت السيارة عند الساعة 6:45 ومنزل تيتوس يبعد عن موقع الاغتصاب مسافة عشرين دقيقة، بمعني ليصل تيتوس لمنزله ويجري المكالمة، كان على تيتوس مغادرة موقع للاغتصاب عند الساعة 7:40 أي قبل بخمس دقائق من صعود الضحية في سيارة المغتصب

اعترافات تيتوس 

اعترف تيتوس بأنه وصل إلى منزله عند الساعة 6:30 اثناء التحقيق ولكن تم تغير التوقيت في افادة تيتوس وكانت الساعة في سجلات الشرطة 6:55 أي بنفس التوقيت الذي وصل به شايفر إلى منزل تيتوس، برر الادعاء بأن تيتوس فشل باختبار كشف الكذب وهذا هو التوقيت الدقيق الذي استطاعت الشرطة تحديده، ملاحظة جهاز كشف الكذب من الأدلة المتنازع عليها بالمحاكم ولا يمكن استخدامه كدليل ضد تيتوس.

كانت البدلة المكونة من ثلاث قطع التي ارتداها المغتصب نقطة حاسمة في دفاع تيتوس، شهد والد تيتوس وشقيقه آلان تيتوس، أن تيتوس كان يرتدي بنطلون داكنًا وسترة داكنة وقميصًا أخضر ولا يملك تيتوس بدلة من ثلاث قطع

التوقيت

نادى نائب المدعي العام كريس واشنطن السيدة ديان بوتس صديقة نانسي، بصفتها الشاهد الأول في القضية، بالتحقيق قالت ديان أن الضحية تركتها في المقهى عند الساعة 7 مساءً ليلة الاغتصاب، لكن في قاعة المحكمة تراجعت السيدة بوتس عن أقوالها وقالت ان الساعة كانت تشير إلى 6:20 دقيقة مساءً عندما تركت الضحية المقهى.

نادى المدعي العام الضحية، أخبرت نانسي الشرطة في التحقيقات أنها ركبت سيارة المغتصب عند الساعة 6:45 مساءً، وشهدت الضحية في المحكمة انها صعدت في سيارة المغتصب عند الساعة 6:30 مساءً، اصبح هذا التوقيت يدين تيتوس

تحقيق الدفاع مع الضحية:


  • يسأل محامي تيتوس الضحية ويتسأل بأنها وصفت أغطية المقاعد في سيارة المغتصب بأنها مخملية مع ان مقاعد سيارة تيتوس من الفينيل
- تجيب الضحية بأن مقاعد السيارة كانت من المخمل

- يعترض المدعي العام على المحامي ويقول، إن نسيج التنجيد في سيارة تيتوس من الفينيل ولكنه يشبه المخمل عند رؤيته من خارج السيارة،

  • يسأل محامي تيتوس الضحية بأنها وصفت شكل المغتصب وقالت، بأن طوله متر وثامنين، أما طول تيتوس كان متر و72 سنتم بوصة وهو أقصر من الضحية نفسها

- تجيب نانسي بأنها أعطت وصف تقريبي لطول الضحية،

- يعترض المدعي العام ويقول، إن الضحية لم تر المغتصب واقفاً لأنه لم ينزل من السيارة ويمكن أن تكون قد أخطأت في تقدير حجمه،

  • يسأل المحامي تيتوس الضحية إنها رأت قلادة في سيارة المغتصب تجيب الضحية إنها رأت قلادة معلقة من مرآة الرؤية الخلفية لسيارة المغتصب،

- يجيب المحامي ان ما كان في سيارة تيتوس معطر جو عليه رمز أرنب بلاي بوي معلق من مرآته وليس قلادة،

- تعترض جهة الادعاء وتقول، أن ما رأته الضحية يمكن ان يكون معطر جو لان المنطقة مظلمة،

تحقيق الادعاء مع الضحية:


  • عرض المدعي العام صورة تيتوس على الضحية ثم سألها إن كانت تتعرف على الصور؟ 

- شاهدت الضحية الصورة وقالت بأنها تعرفت على صورته في وقت سابق وقالت حينها بأنها تعتقد بأنه الجاني،

  • سأل المدعي العام الضحية إن تعرفت على الشخص الذي اغتصبها يوم 12 أكتوبر؟ من العام الفائت

- أكدت الضحية بأن الشخص الذي في الصورة هو من اغتصبها

- جادل الدفاع المدعي العام بأن صورة تيتوس كانت موحية، اعتبر الدفاع ان اختلاف صورة تيتوس عن باقي صور المشتبه بهم أثناء عرضهم على الضحية سوف يجعل صورة تيتوس موحية وعرضة أكثر لأن تختارها الضحية.

  • سأل المدعي العام الضحية، هل هذا الشخص (المغتصب) موجود في قاعة المحكمة؟

 - أجابت الضحية "نعم" مشيرة بيدها إلى تيتوس وقالت بأنها متأكدة بأنه المغتصب،

- اعترض المحامي هيلير على أساس أن الادعاء يستخدم تكتيكًا ضارًا ضد المدعى عليه، رفض القاضي الاعتراض.

في مرافعة المحامي النهائية

أخبر محامي تيتوس هيلير هيئة المحلفين أن شرطة ميناء سياتل قامت ببناء القضية حول رجل بريء وفشلت في البحث عن المعتدي الحقيقي، في بداية المحكمة كان الجو ولا زال يميل نحو البراءة، لكن بعد ساعتين، وفي الرابع الساعة الأخير، اتفقوا المحلفون على ذنب تيتوس على انه متهم بجريمة اغتصاب من الدرجة الأولى، بدأت محاكمة تيتوس في 25 فبراير – شباط 1981، أدين بجرم الاغتصاب من الدرجة الأولى في 4 مارس- اذار1981، النطق بالحكم النهائي يوم الاثنين 18 مارس- اذار1981


تيتوس لم يغتصب نانسي، ولكن لعبت الصدفة دور وكان تيتوس يشبه المغتصب، وسيارته كانت نفس الشكل، ونفس اللون، وحتى ارقام اللوحة كانت مشابهة، لفهم كيف تشوهت ذاكرة نانسي وكيف كانت متأكدة بأن تيتوس الفاعل علينا التعمق في اسباب تشوه الذاكرة لشهود العيان ثم نتابع سياق القضية.

الذاكرة الكاذبة لشهود العيان

كشفت البيانات العلمية عن عيوب في العديد من الإجراءات المعيارية التي تستخدمها الشرطة عندما يتعرف الشهود على المشتبه بهم، سواء كان المشتبه بهم واقفين في صف أو متواجدين في مجموعة من الصور، يقول الباحثون إن العيوب يمكن أن تؤدي عن طريق الخطأ إلى تشويه ذاكرة الشاهد وتحديد مشتبه به بريئ، قال الدكتور جاري ويلز، وهو عالم نفس: "إنه لأمر لا يصدق أننا نعلم يقينًا أن بعض الأساليب الشائعة التي تستخدمها الشرطة تنطوي على مخاطر تتعلق بتحديد هويات مشتبه بهم مزيفة" ومع ذلك لا يوجد حظر لاستخدام مثل هذه الأساليب في التحقيقات".

تعتبر مشكلة الذاكرة الكاذبة مشكلة رئيسية، وفقًا لتجربة قدمها الدكتور ويلز في مقاله من العام 1993 في علم النفس الأمريكي، كانت التجربة عبارة عن عرض عملية سرقة على 100 شخص، بعدها قام فريق الدكتور ويلز بعرض صور مشتبه بهم على أشخاص شهدوا عملية السرقة، مع ان صورة السارق الحقيقي لم تكن موجودة بين الصور، ظل 21% من الأشخاص يختارون صورة مشبته به ما على أنه اللص، قال الدكتور ويلز: "الذاكرة الكاذبة هي ظلم مزدوج إنه كابوس بالنسبة للمتهم البريء، بينما الجاني الفعلي لا يزال طليقًا ".قال الدكتور ستيفن بنرود، عالم النفس والمحامي في كلية الحقوق بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس: "علماء النفس يقومون بالأبحاث والشرطة لا تريد ان تسمع عن نقاط الضعف في إجراءاتها أثناء التحقيق، هناك فراغ في المعايير القانونية.

جاري-ويلز-عالم-نفس-أمريكي
جاري ويليز


غالبًا ما يسعى محققو الشرطة للوصل إلى المشتبه بهم عبر شهود العيان، ويعرف معظم المحقيقن تمامًا أن فشلهم في الوصول للجاني الحقيقي سوف يلقي بظلاله على عاتق المحكمة، ومعظمهم يدركون جيدًا أن الإخفاقات في التعامل مع أدلتهم تخضع للتدقيق في المحكمة، لكن لا أحد يستطيع تحديد عدد المرات التي يتم فيها انحراف التحقيق عن غير قصد، أو انحراف التحقيق بسبب محقق متحمس للغاية.

تحجم الشرطة عن مناقشة كيف توصلت إلى المشبته به، في بعض الأحيان يتعرض المشتبه بهم للضرب المبرح، وبعض المحققين يضعون المشتبه بهم في صف ويتم عرضهم على شاهد عيان ليتعرف على المشبته به، او يمكن عرض عدة صور على الشاهد ليتعرف على المشبته به، قال الضابط سكوت بلوخ، المتحدث باسم إدارة شرطة مدينة نيويورك: "سياستنا هي حماية سلامة الإجراءات التي نستخدمها نحن لا نعلق على إجراءاتنا الخاصة سواء عبر عرض متهمين او صور على الشاهد لأنها ستلوث العملية."

أحد المبادئ التوجيهية العامة القليلة هي صحة "الظهور" ، حيث يجب ان يظهر المشتبه به لوحده فقط، بدلاً من وضعه بين عدة مشبته بهم للاختيار وبخلاف ذلك، "لا توجد قواعد قانونية أو معايير عالمية لتحديد هوية المشتبه بهم، قال الدكتور ويلز: أكثر الإكتشافات البحثيه المثيرة للقلق هو ان شهود العيان لا يملكون الدقة الكافية لتحديد هوية المشبته به، وفي بعض الأحيان شهود العيان يعلنون عن ثقتهم بأنهم وجدو المشتبه به على الرغم من ان هذا المشتبه به برئ.

يذكر أن دراسة أجراها الدكتور جاري ويلز وفريقه في مجال علم النفس التطبيقي، كشفت عن وجود عيوب في العديد من الإجراءات المعيارية التي تستخدمها الشرطة عند التعرف على المشتبه بهم من خلال شهود العيان. وأوضحت الدراسة أن هذه العيوب يمكن أن تؤدي إلى تشويه ذاكرة الشاهد وتحديد مشتبه به بريء عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى انحراف التحقيقات بشكل غير مقصود.

في دراسة مع الدكتورة إليزابيث لوس نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي، أظهرت أن ثقة شهود العيان ترتفع أو تنخفض بحال ما إذا كان هناك شهود اخرون يدعمون اختياراتهم، في الدراسة: عندما يعرف شاهد عيان ما، ان هناك شاهد اخر تعرف على المشتبه به الحقيقي، تصبح ثقة هذا الشاهد أعلى بمرتين بأن هذا المشتبه به هو الجاني، اكثر من الذين هم على علم مسبق ان شهود العيان الأخرين لم يتعرفوا على المشتبه به الحقيقي.

بحال قامت الشرطة بإعداد الشاهد للإدلاء بشهادته يمكن أن يزيد هذا الأمر من ثقة الشاهد بأن المشتبه به هو الجاني حتى ولو كان هذا المشتبه به برئ، قال الدكتور ويلز: " عندما يتم إخبار شهود العيان بشكل روتيني من قبل الشرطة أو المدعين العامين بشأن أدلة أخرى ضد المشبته به قبل جلسة المحاكمة، هذا الأمر يقود شهود العيان إلى أن يكونوا واثقين للغاية في المحاكمة على ان هذا المشتبه هو المجرم الحقيقي، لأسباب ليس لها علاقة بمدى تذكرهم لوجه الجاني الحقيقي،

هذه الثقة الزائفة مزعجة للغاية لأن الدراسات التي أجراها الدكتور ويلز تظهر أن شهود العيان يتأثرون بسهولة بالمشتبه بهم، عمدما يكون شاهد العيان على ثقة بأن هذا المشتبه به هو الجاني، فإن شاهد العيان يتأثر وبكون واثق من المشتبه لهحتى عندما يكون المتهم بريء، والمقصود هنا بأن الشرطة تقوم بالتلميحات لشاهد العيان عن مشتبه به معين تقود هذ التلميحات إلى زيادة ثقة شاهد العيان بأن هذا المتهم هو الجاني الفعلي.

قالت الدكتورة إليزابيث لوفتوس ، عالمة النفس في جامعة واشنطن في سياتل والتي غالبًا ما تشهد على الذاكرة في القضايا الجنائية ، "يمكنك زيادة ثقة شاهد العيان بنفسه وبشهادته بشكل مصطنع دون تحسين دقة شهادته، لأن هذا الأمر ينطوي على عمليتين ذهنيتين منفصلتين. 

Elizabeth-Loftus
الدكتورة إليزابيث لوفتوس


أجرى الدكتور ديفيد دانينغ، عالم النفس بجامعة كورنيل، دراسة حول قدرة الأشخاص على التعرف على الوجوه بدقة. وقد وجد الدكتور دانينغ أن الأشخاص الذين وصفوا بأن التعرف على الوجه هو أمر سهل كانوا دقيقين بنسبة 70 بالمائة. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين خضعوا لاختبار دقيقة في مقارنة الوجوه كانوا مخطئين بنسبة 70 بالمائة أيضًا، مما يشير إلى أن قدرة شهود العيان على التعرف على الوجوه بدقة هي أقل مما يتصورون بالفعل. وأشار الدكتور دانينغ إلى أن هذه النتائج تشير إلى ضرورة الاهتمام بالتدريب والتطوير المستمر لقدرات التعرف على الوجوه لدى الأفراد، خاصةً في المجالات التي تتطلب هذه القدرات مثل الأمن والتحقيقات الجنائية.

الدكتور-ديفيد-دانينغ-عالم-النفس-بجامعة-كورنيل،
لدكتور ديفيد دانينغ، عالم النفس بجامعة كورنيل



قال الدكتور جون كيلستروم ، عالم النفس بجامعة ييل والخبير في الذاكرة ، عندما يتعرف شاهد العيان على وجه المشتبه ويكون الوجه مألوف، تكون العملية "سريعة ودقيقة وتتم من خلال مقارنة تلقائية بين المشتبه به والصور المخزنة في ذاكرة شاهد العيان، وهذا يعني عندما ينظر شاهد العيان إلى صورة المشتبه به عليه تحديد الصورة بشكل سريع ودقيق ويجب إلا يفكر بالامر، لانه عندما يفكر الشاهد بصورة المشتبه به ويفشل في التعرف علية به بشكل دقيق، يميل الشاهد للعثور على الوجه الأكثر احتمالية ويمكن ان يكون صاحب هذا الوجه بريئ ولكنه مألوف وقريب من الجاني الحقيقي.

وأضاف الدكتور دانينغ: "الأشخاص الذين يقومون بتعريفات فورية ودقيقة على المشبته بهم يستخدمون عملية غير لفظية، على سبيل المثال عندما يتعرف شاهد العيان على قاتل متسلسل سوف تتغير تعابير وجهة قبل ان يبدأ الكلام، وهذا الأمر يعود لانه يتم تخزين الوجوه في الذاكرة بنمط مرئي، وليس بالكلمات.

من بين التوصيات التي يقدمها علماء النفس للشرطة عندما يريدون عرض صور متهمين على شهود عيان، يجب ان يتم تقديم الصور إلى الشهود واحدة تلو الآخرى، مع سؤال الشخص ما في كل مرة، "هل هذا هو الشخص المشتبه أم لا؟" بهذه الطريقة تتم مقارنة كل صورة على حدى، بدلاً إعطاء الشاهد مجموعة من الصور، في هذه الحالة سوف يميل الشاهد لإختيار الصورة الأقرب لوجه الجاني ويمكن ان يكون هذا الخيار خاطئ.

تم إجراء هذه الدراسة من قبل الدكتور سبورر وفريقه لفهم كيف يؤثر ترتيب الصور على قدرة الشهود على التعرف على الجاني الحقيقي. وتبين أنه عند عرض الصور واحدة تلو الآخرى، فإن معدل التعريفات الزائفة كان منخفضًا ووصل إلى 39٪. ومع ذلك، عندما تم عرض نفس الصور على الشهود بشكل مجموعة، فإن معدل التعريفات الزائفة قفز إلى 72٪، وهو ما يشير إلى أن الترتيب والسياق يلعبان دورًا مهمًا في قدرة الشهود على التعرف بدقة. وتشير الدراسة إلى أن قضية الشهادات الزائفة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قضايا المحاكمة، ولذلك فمن المهم أن يتم إدارة الأدلة وعرضها بشكل صحيح ومناسب لتحسين دقة التعرفات.

يقترح الدكتور دانينغ تشجيع الشهود على اتخاذ قراراتهم بشأن كل صورة في بضع ثوانٍ فقط، لأن التعرف على المشتبه به يحصل بسرعة وقال: "لا نريد إعطاء مجال للشهود لدرجة أنهم يقدمون على تقديم تخمينات جامحة، ولكن النظر إلى الصورة بضع ثواني تجعلهم يعتمدون على الذاكرة البصرية للوجوه". بدلاً من العمليات العقلية الأخرى الأقل دقة. يتحدث الدكتور دانينغ عن طريقة لتشجيع الشهود على التركيز على الذاكرة البصرية للوجوه واتخاذ القرارات بشأنها بسرعة، ويشير الباحثون إلى أن الشرطة في بعض الأحيان تتعمد ان لا تعطي شهود العيان معلومات عن الجاني، يشير الباحثون بأن الشرطة يجب ان تحذر الشهود عن احتمالية بأن الجاني ممكن ان لا يكون موجود بين المشتبه بهم، عدم الإشارة إلى هذه المعلومة يمكن أن يزيد من خطر التزوير في التعرف على الهوية. وتظهر الأبحاث التي أجراها الدكتور ويلز إن حجب هذه المعلومات يمكن يقود شاهد العيان بالذهاب إلى التخمين.

في دراسة أُجريت في عام 1981، كان الطلاب شهود عيان على سرقة وعرض عليهم مجموعة من الصور. وعندما أُخبروا الطلاب أن الجاني موجود فعلاً في مجموعة الصور، اختار 78% من الشهود شخصًا بريئًا بدلاً من الجاني الحقيقي. ومع ذلك، عندما تم تخذير الشهود من أن الجاني ممكن إلا يكون موجود في مجموعة الصور ويمكن ان يتم إدانة شخص بريء، اختار 33% فقط من الشهود شخصًا بريئًا. وبالتالي، يمكن أن يكون لتحذير الشهود من عدم احتمال وجود الجاني في المجموعة تأثير إيجابي على دقة التعرف على الهوية وعدم لجوء شاهد العيان إلى التخمين عندما يعرف بأن الجاني موجود بالفعل.


لا يزال هناك تحيز شائع آخر يحصل اثناء التحقيقات، عندما يكون الضابط على علم بالمتهم به الرئيسي يقوم يالإيماء ويلفت انتباه الشاهد إلى مشتبه به معين بسؤاله، على سبيل المثال ، "هل يمكنك إلقاء نظرة أخرى على صورة رقم 4؟" هذا التحيز المعروف باسم "إيحاء الضابط" يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تشكيل الذاكرة لدى الشاهد، وقد يؤدي إلى اتهام شخص بريء أو تجنب اتهام الجاني الحقيقي. للتغلب على هذا التحيز، يوصى بضرورة عدم الكشف عن هوية المشتبه به الرئيسي للشاهد، وبدلاً من ذلك يجب طرح الأسئلة بطريقة محايدة ودقيقة دون إعطاء أي إيحاءات للشاهد. كما يمكن استخدام تقنيات التحقق المزدوج، حيث يتم تقديم صورة المشتبه به وصورة أخرى لشخص آخر ويُطلب من الشاهد التعرف على الشخص الذي شاهده في الحادث.

يقول علماء النفس إنه للحماية من مثل هذا التأثير ، يجب أن تكون مجموعة الصفوف على غرار دراسة علمية، بحيث يكون الشخص الذي يجريها غير مدرك لأي شخص هو المشتبه به وغير قادر على التأثير على الشاهد. يشير الدكتور ويلز إلى أن استخدام التحيز في التحقيقات يمكن أن يؤدي إلى تحديد هوية خاطئة للجاني وهو ما يجب تجنبه. ويقول إن الإجراءات الصحيحة يمكنها التقليل من تحديد الهوية الخاطئة بينما تحافظ على دقة النتائج. ويشير أيضا إلى أن الشرطة يريدون إدانة وليس شهودًا حذرين، وهو أمر قد يؤدي إلى إجبار الشاهد على تحديد هوية خاطئة للجاني. ويختم بأنه إذا كان الجاني موجوداً فسيتم اكتشافه في نهاية المطاف من خلال الإجراءات الصحيحة والدقيقة.

في قضية تاكوما فتاة تعرضت للأغتصاب وعُرض عليها ست صور لرجال ملتحين، اختارت الفتاة صورة المشتبه به اسمه تيتوس على الرغم من انه بريئ، كانت الفتاة متأكدة من انه الجاني، وسبب تشوه الذاكرة هو بروز صورة السيد تيتوس من بين صور المشتبه بهم لعدد من الأسباب – أولاً صورته كانت نصف حجم الصور الأخرى، وكانت الوحيدة التي ليس لها حدود مظلمة، وكانت الصورة الوحيدة ذات الوجه المبتسم.، تشير الدراسات إلى أن الصور التي تحتوي على صورة شخص واحد فقط ولا تتضمن صوراً أخرى لأشخاص يتشابهون في السمات الرئيسية للمشتبه به، يمكن أن تزيد من معدلات التعرف الخاطئ. وبالتالي ، فإن تضمين العديد من الصور المتشابهة لصفات الجاني في مصفوفة الصور يمكن أن يقلل من هذه المشكلة ويحسن دقة التعرف على الأشخاص. ومع ذلك، فإن هذا الأمر لا يتم اتباعه دائمًا في الممارسة العملية، ويجب أن تعتمد عمليات الاختيار على توجيهات وإرشادات من الخبراء المتخصصين في العلوم النفسية والتحليل الجنائي.

الصحافة الاستقصائية

قضية تيتوس اصلحت قضية رأي عام، هناك صحفي بجريدة التايمز شاهد الكثير من التناقضات بالقضية، بدأ الصحفي بول هند رسون بنشر مقالات في صحفية التايمز، بدأ تحقيق التايمز في قضية تيتوس في 9 أبريل- نيسان 1981 شرح الصحفي التناقضات في قضية تيتوس 
الصحفي-بول-هندرسون
بول هندرسون


الأدلة الجديدة في محاكمة تيتوس:

الدليل الأول:

لأرقام الموجودة على لوحة ترخيص تيتوس المؤقتة كانت (661 677) وهي متشابهة مع الأرقام التي قدمتها الضحية للمحققين حين قالت ان في سيارة المغتصب كانت تحمل لوحة ارقام مؤلفة من 667 او 776

قال الخبير من وزارة الخارجية يتم إصدار التراخيص المؤقتة من اولمبيا على شكل مجموعات، من المرجح أن تكون الأرقام الثلاثة الأولى متشابهة في جميع السيارات الجديدة المشتراة في منطقة ما في نفس الوقت تقريبًا، وأضاف انه في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي في الشهر التي حصلت به الجريمة تم تقديم مجموعة بما يقارب أكثر من 1000 لوحة تبدأ بالتسلسل العددي 667 تم توزيع مجموعة أخرى من اللوحات تحمل التسلسل 677 على 25 تاجر سيارات.

الدليل الثاني:

شهد الضابط باركر في المحكمة وقال بأنه رأى غلاف بني في سيارة الشيفت التابعة لتيتوس باليوم لي صوره فيه: ولكن لم يتم ذكر الغلاف البني في التقرير الذي كتبه الضابط سكوت بيرسون وهو الضابط الذي فتش سيارة تيتوس.

أثناء استجواب المشرف على التحقيق من صحافي التايمز، نفى الضابط المشرف تفتيش سيارة تيتوس، موضحًا أن بيرسون كل ما قام به هو "النظر داخل السيارة وتصوير السيارة والإطارات من الخارج.

الدليل الثالث:

المحقق رونالد شهد في المحكمة ان آثار الإطارات التي صورها لم تكن للمغتصب، ديان لاثروب التي قامت بالتحقيق الأولي، شاهدت مسرح الجريمة ليلة الاغتصاب وأشارت في تقريرها إلى أن الضحية "أشارت إلى المكان الدقيق الذي توقفت فيه سيارة المغتصب وقالت لاثروب في تقريرها إن الأرض كانت موحلة وكانت هناك آثار إطارات جديدة.

الدليل الرابع:

تم الحصول على صور آثار الإطارات من مكتب المدعي العام، حدد أحد الخبراء الذين اتصل بهم صحافي التايمز تصميم آثار الإطار في الصور على أنه إطار ميشلين بحزام شعاعي وهي ما تكون لسيارة هوندا أكورد

استلم وكلاء هوندا أكورد هذا الموديل في أواخر سبتمبر 1980. وهي سيارة من اللون الأزرق المعدني المتوسط وهو نوع متوفر بثلاث ألوان بما فيهم اللون الأزرق، وتنجيد المقاعد عادة ما يكون من المخمل،

الدليل الخامس:

سيارة الشيفت (المدمجة) موديل 1981 التابعة لستيف تيتوس، تشبه السيارة (المدمجة) التي وصفتها الضحية، في وقت لاحق تعرفت الضحية على سيارة تيتوس على أنها السيارة التي اغتصبت فيها.

قال محامي تيتوس  ستون بالمائة من السيارات الجديدة على الطريق (مدمجة) بدلاً من عرض العديد من السيارات على الضحية، أخذت الشرطة الضحية مباشرة إلى سيارة تيتوس للتعرف عليها.

تضمن تحقيق الصحفي بحثًا مكثفًا حول السيارات المدمجة المشابهة في التصميم الخارجي والديكور الداخلي للسيارة التي وصفتها ضحية الاغتصاب كانت سيارة هوندا أكورد LX متطابقة مع وصف الضحية، أظهر فحص لتجار هوندا في منطقة سياتل وتاكوما أنه تم بيع العديد من طرازات هوندا أكورد الزرقاء خلال فترة الأسبوعين التي سبقت 12 أكتوبر أي يوم الاغتصاب، هذا الإطار الزمني مهم لأن السيارة التي وصفتها ضحية الاغتصاب كانت تحمل لوحة ترخيص مؤقتة ملصقة في النافذة الخلفية بمعنى تم شراء السيارة حديثاً.

الدليل السادس:

 الضحية تعرفت على تيتوس في قاعة الحكمة وأكدت أنه الفاعل.

 الضحية رأت صورة تيتوس في وقت سابق أثناء التحقيق، وسبب ان الضحية تعرفت عليه لأنه كان الرجل الوحيد الملتحي في قاعة المحكمة وهذا اعطى انطباع للضحية بأنه الفاعل.

الدليل القاطع:

قام صحفي التايمز بالتحقيق بالقضية، باستخدام ساعة التوقف، مشي الصحفي بالحد الأقصى للسرعة في سيارته من مكان الاغتصاب إلى الباب الأمامي لشقة تيتوس في كينت، وجد الصحفي أن الوقت المنقضي مع حركة المرور الخفيفة كان 19 دقيقة ونصف. وبالتالي، لكي يقوم تيتوس بعملية الاغتصاب ثم الذهاب إلى منزله لاستخدام الهاتف الأرضي عند الساعة 7 مساءً من شقته، كان على ستيف تيتوس أن يغادر مكان الاغتصاب في موعد أقصاه الساعة 6:45. وهذا يعني أن الضحية استغرقت حوالي 30 دقيقة للركض من موقع الاغتصاب إلى منزل بول لستون لطلب المساعدة - وهي مسافة حوالي 600 متر، باستخدام ساعة التوقف مرة أخرى في ظلام الليل، سار الصحفي التايمز من مكان الاغتصاب إلى باب لستون الأمامي واستغرق الأمر معه ثلاث دقائق فقط.

لكن كريس واشنطن، نائب المدعي العام في القضية، قال للصحفي كان هناك خمس منعطفات ترابية مختلفة تفصل مكان الاغتصاب عن المنزل الذي وجدته الضحية حين طلبت المساعدة وتابع المدعي العام إن الضحية أصابها الذهول في الظلام ووجدت صعوبة في العثور على منزل لستون، قام الصحفي أثناء التحقيق الخاص به بقياس كل منعطف خاطئ وكان الوقت يصل من ثماني دقائق إلى ربع ساعة فقط.

من خلال العمل المضني للصحفي بناء على المعلومات التي قدمها تيتوس، اكتشف صحافي التايمز أن اغتصابًا مشابهًا حدث في نفس المكان قبل ستة أيام فقط من الاغتصاب المعني في قضية تيتوس، كانت الضحية في هذه الحالة فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، وعندما تم الطلب من الضحية التعرف على تيتوس تجاهلت الضحية بأن تيتوس هو الفاعل، سرعان ما ألقت الشرطة القبض على إدوارد لي كينغ اعترف كينج أنه ارتكب كلتا الجريمتين. عندما شاهدت نانسي صورة إدوارد لي كينغ، بدأت في البكاء وقالت، "يا إلهي، ماذا فعلت للسيد تيتوس؟" ألغى القاضي جونسون إدانة تيتوس ورفض التهم الموجهة اليه ذكر تيتوس في المحكمة أنه فقد كل شيء وقال وقد تغيرت. أنا لست الشخص الذي كنت عليه قبل القضية

إذا نظرنا إلى ما حصل في قضية تيتوس


قال سيتف تيتوس بعد اخلاء سبيله وتبرئته من تهمة الاغتصاب، لا يمكنهم فقط إعطائي ملف القضية ويقولون لي وداعا، قال المحقق رونالد باركر من شرطة ميناء ستايل اعتقد انه إذا جلس شخص ما وقراء نص القضية بأكمله سوف يصل إلى نتيجة ان ستيف تيتوس مذنب، وبالرغم من إعلان براءته ولكن لا اعتذار على ما حصل نائب المدعي العام واشنطن الذي رافع القضية قال إنه لم يرتكب أي خطأ و "لا يمكنه الاعتذار من تيتوس".

كان تيتوس يعلق بين ليلة وضخاها أصبحت في الزنزانة متهم بقضية اغتصاب، شعرت بأني سوف أبقي في السجن إلى الأبد، لقد فكرت بربط حبل للانتحار ولكن كان هناك أملًا ضئيلًا هو الذي أبقاني على قيد الحياة

قبل شهر من اعلان براءة تيتوس، كان عدد قليل من الناس يصدقون تيتوس او يستمعون إلى ما كان يقول لم تكن هذه مجرد قضية أخطأ بها المحققين في تحديد هوية المعتدي،

قال تيتوس: اكتسح المدعي العام واشنطن كل التناقضات في تحقيق الشرطة، كانت تحصل بعض الأمور تحت الطاولة، من بداية التحقيق حتى النهاية، كان بإمكان أي شخص أن يلاحظ أن هناك خطاء في بناءً الادلة الظرفية، كانوا يتلاعبون بحياة شخص ما، ولا يهمهم ما إن كان رجلاً بريئًا.

قال جيف جونز، محامي تيتوس، إنه سيقدم شكوى ضد شرطة ميناء سياتل متهماً أن براءة تيتوس تثبت وقوع موكله في تحقيق غير نزيه من قبل الشرطة،

تحدث الرئيس مولوني بشكل متشدد عن النزاهة وقال: "لقد أخبرت الضابط باركر عن مكانه بحال ثبت انه تلاعب بالأدلة أو قام بتلفيقها وقلت للضابط حرفياً لن تكون هناك استقالة هادئة، ستذهب القضية إلى مكتب المدعي العام، وآمل أن ينتهي بك الأمر (كضابط شرطة) في السجن ".

قالت الدكتورة إليزابيث لوفتوس، أستاذة علم النفس بجامعة واشنطن وخبيرة في مسألة تشويه الذاكرة: على عكس التصور الشائع، فإن الذاكرة البشرية ليست مرآة دقيقة تعرض الأحداث كما حصلت وتابعت آمل أن يتم تذكر قضية تيتوس لفترة طويلة كمثال على مدى الحرص الذي يجب أن نتحلى به عندما تكون الذاكرة البشرية متورطة في المحاكم.

في عام 1982 ، مُنح صحفي التايمز بول هند رسون جائزة بوليتزر لتقاريره الاستقصائية المتعلقة بقضية تيتوس، رفع تيتوس دعوى قضائية بقيمة 20 مليون دولار ضد شرطة ميناء سياتل مدعيا ارتكاب مخالفات أدت إلى إدانة غير مشروعة، اتهمت الدعوى ضابط ميناء سياتل رونالد باركر بالإهمال الجسيم والتجاهل المتعمد للحقوق الدستورية لتيتوس، خاض تيتوس معركة شرسة لإثبات برأته والحصول على تعويض ومع ذلك توفي تيتوس في منتصف الثلاثينيات من عمره، بنوبة قلبية في 2 فبراير 1985 قبل11 يوم من موعد المحاكمة، سبب الوفاة كان الضغوطات النفسية التي تعرض لها خلال السنوات الخمس الماضية سعيًا لإثبات براءته، تمت تسوية دعوى تيتوس خارج المحكمة، وحصل ابنه، كين تيتوس، على تعويضات قدرها 2.8 مليون دولار نيابة عن والده.

مصادر المقالة هي مقالات الصحفي بول هندرسون تجدونها هنا.





{fullWidth}

Abdul Hamid Hijazi

مصمم موشن جرافيك، وكاتب سيناريو ومصمم ثلاثي الأبعاد، خبرة عشر سنوات في كتابة السيناريو الفني، والسيناريو السينمائي

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم